شجرة الأركان في المغرب

أبو محمدآخر تحديث :
شجرة أركان مغربية يعتليها المعز
شجرة أركان مغربية يعتليها المعز

شجرة الأركان في المغرب

توجهت الأنظار نحو شجرة الأركان المتعددة الفوائد في المغرب، حيث يصنّف زيتها ضمن أندر الزيوت في العالم ويتميز بفوائد عدّة للبشرة والشعر. ولكن هل تعلم أن شجرة الأركان تتحمّل البيئات القاسية وتلعب دوراً كبيراً في المحافظة على التنوع الحيوي وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية في المناطق النائية؟ دعونا نتعمّق في هذا الموضوع الشيق ونكشف أسرار هذه الشجرة الجميلة التي تزين البيئة المغربية.

1. مدخل

شجرة الأركان: ما هي وأين تنمو؟

شجرة الأركان هي شجرة متعددة الأغراض ونوع من الأشجار الغابوية المتوطنة في المغرب، وتنمو في المناطق القاحلة وشبه القاحلة. تشكل شجرة الأركان جزءًا لا يتجزأ من النظام البيئي للغابات الغنية بالنباتات المستوطنة، وهو النظام الذي يُعرف بـ ❞ ارقانيري❝. تعتبر هذه النباتات قادرة على الصمود في بيئات قاسية، في ظل ندرة المياه وغيرها من الظروف الصعبة.

وتنتشر شجرة الأركان في المناطق الأكثر جفافًا في المغرب، خاصة في منطقة سوس بين الصويرة وتيزنيت، وتغطي آلاف الهكتارات في مناطق أيت بعمران وسيدي إفني. كما يمكن العثور عليها في مناطق أخرى بالمغرب، خاصة في جنوب غربي المملكة وحتى في المناطق الأكثر جفافًا وصعوبة. حيث تعد هذه الشجرة الأمل الوحيد للسكان المحليين. 

ولشجرة الأركان العديد من الاستخدامات في المغرب، حيث يستخرج زيتها من ثمارها الصالحة للأكل. كما تعتبر شجرة الأركان ثروة بيئية واجتماعية واقتصادية مهمة في المغرب.

وتعتبر تحديات الحفاظ عليها من أهم القضايا البيئية والاجتماعية في المملكة. ويجب على الحكومة والمجتمع المدني أن يلتزموا باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية شجرة الأركان. كما يجب الاستثمار في بحوثها وتطوير الصناعات المرتبطة بها، من أجل الحفاظ على هذه الثروة العريضة للمستقبل.

أهمية شجرة الأركان في المغرب

تعد شجرة الأركان من النباتات الهامة جداً في المغرب، حيث تنمو بكثرة في مناطق عدة. وتعد مصدراً رئيسياً للموارد الطبيعية والغذائية والاقتصادية في البلاد. بحسب المصادر، تعتبر شجرة الأرگان على رأس الأشجار المحلية في دول شمال افريقيا وأنها تساهم بشكل كبير في البيئة الحيوية والاجتماعية في المغرب.

وتشتهر شجرة الأركان بزيتها الذي يحتوي على فوائد عديدة، حيث يعد علاجاً طبيعياً للعديد من الأمراض. كما أنه مستخدم في العديد من المستحضرات التجميلية والصناعات الغذائية والدوائية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن شجرة الأرگان تعد مصدراً هاماً للغذاء للبشر والحيوانات. كما تستخدم ثمارها وأوراقها في العديد من الوصفات الغذائية التقليدية، وكذلك أعلافا للماشية.

ثمار الأركان
ثمار الأركان

وإذا تم الاستثمار في بحوث شجرة الأركان وتطوير الصناعات المرتبطة بها، فإن ذلك يمكن أن يحقق فرص عمل جديدة ومساهمات اقتصادية إضافية للدولة. ومع النمو السكاني المتزايد وتغير المناخ، يعتبر الحفاظ على شجرة الأرگان أهمية بالغة للحفاظ على التنوع البيولوجي والاستدامة البيئية. وهنا يظهر دور المجتمع المدني والحكومة معاً في الحفاظ على هذه الثروة العريضة للمستقبل. كما يمكن اتخاذ إجراءات عملية لحفظ شجرة الأرگان في المغرب، مثل الحفاظ على التراث الثقافي المتعلق بها والترويج لاستهلاك المنتجات الأرگانية المحلية. وكذلك تشجيع الزراعة المستدامة والتنمية الاقتصادية في المناطق الأرگانية، وذلك للمحافظة على هذه الثروة الطبيعية الهامة للجميع. [3][4]

2. تاريخ شجرة الأركان في المغرب

انتشار شجرة الأركان في المغرب

تعتبر شجرة الأركان من الأشجار التي تشكل غابات طبيعية تنتشر وتنمو بكثرة في الجنوب المغربي. خاصة في سوس بين الصويرة وتافراوت، وفي مناطق أخرى غيرها في المغرب لكن بعدد أقل. وتغطي آلاف الهكتارات في أكادير وتارودانت وتزنيت ومنطقة أيت بعمران و سيدي افني وشيشاوة. وهي من الأشجار المعمرة والقديمة جدا في المغرب، بل هي شجرة أصيلة وغابة طبيعية في تلك المناطق، ومنذ قديم الدهور والأزمان.

و تجمع هذه المنطقة الفريدة — التي تزرع فيها أشجار الأرگان منذ عقود طويلة — بين التنوع البيولوجي الزراعي والنظم البيئية المرنة والتراث الثقافي الثمين. ولهذا السبب، حصلت على اعتراف من مختلف كيانات الأمم المتحدة وهيئاتها وحماياتها.

مجموعة من المعز تعتلي شجرة الأركان بسوس المغرب
مجموعة من المعز تعتلي شجرة الأركان

ومنذ 1988 حددت منظمة “اليونيسكو” منطقة إنتاج أركان بوصفها محمية طبيعية. كما أُدرجت جميع الممارسات والدرايات الفنية المتعلقة بأشجار الأرگان في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في عام 2014 . وعلاوة على ذلك، اعترفت منظمة “الفاو” في دجنبر 2018 بالنظام الزراعي والرعوي المعتمد على أشجار الأرگان في المغرب بوصفه نظاما تراثيا زراعيا ذي أهمية عالمية.

وأخيرًا في عام 2021، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 10 ماي يومًا عالميًا لشجرة الأركان. وشاركت 113 دولة عضو في رعاية مشروع القرار الذي قدمه المغرب وتُبُني بالإجماع.

[5][6]

استخدامات شجرة الأركان عبر التاريخ

يعتبر استخدام شجرة الأركان عبر التاريخ أحد أهم الموضوعات التي تثير الاهتمام وتحمل الكثير من الحكمة والفوائد. فقد استخدم الناس هذه الشجرة لأغراض عديدة، بدءًا من الطب الشعبي والعلاجات الطبيعية ووصولاً إلى الاستخدام الصناعي والتجاري. وكان لشجرة الأركان أهمية كبيرة في الحضارات القديمة، وهذا ما يظهر من خلال الحفريات والآثار التي تم الكشف عنها.

تم استخدام زيت شجرة الأركان كمادة دوائية في بعض الثقافات منذ عدة قرون. وقد وجدت زجاجات من زيت الأركان في مقابر الفراعنة في مصر القديمة، حيث كان يستخدم كزيت للتدليك والعلاج العام. وقد ذكر الطبيب والعالم الأندلسي الشهير ابن البيطار عن فوائد زيت الأركان في كتابه “الجامع لمفيد الأغصان والأزهار في تسخير نباتات الأرض لخدمة الإنسان”.

كما استخدمت أوراق الأركان في الطهي في بعض الثقافات. ويعد الطحين المستخرج من ثمار الأركان طعاماً مهماً في بعض المناطق، حيث يستخدم لإعداد بعض الحلويات والوجبات الخفيفة.

أما فيما يتعلق بالاستخدام الصناعي، فقد استخدمت زيوت الأركان في العديد من المجالات، مثل الصابون والعطور ومنتجات العناية بالبشرة والشعر. ويعتبر زيت الأركان من أغلى الزيوت في العالم، وذلك بسبب كثرة فوائده والعملية الصعبة التي يتطلبها استخراجه.

وفي الوقت الحاضر، يستخدم زيت شجرة الأركان على نطاق واسع في الصناعة الغذائية والطبية، كما أنه يعتبر زيتاً مفيداً للعلاج الطبيعي والمساعدة في علاج بعض الأمراض المزمنة. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن زيت الأركان يحتوي على مضادات أكسدة وأحماض دهنية أساسية وفيتامين E، مما يجعله مادة غذائية ودوائية قيمة للغاية.

بالإضافة إلى ذلك، استخدمت شجرة الأركان في صناعة الأثاث والمنسوجات والطباعة على الأقمشة، وهذا يعكس قدراتها المتعددة والتي تجعلها واحدة من الأنواع الأكثر قيمة في العالم. ويعد حفظ شجرة الأركان وتنميتها وتطوير صناعاتها من أهم الأولويات في المغرب، بسبب قيمتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما أن المنتجات المستمدة من شجرة الأركان تعد منتجات ذات جودة عالية وصديقة للبيئة، وهي محفوظة ومؤمنة للاستخدام المستدام في المستقبل. [7][8]

شجرة أركان

3. فوائد شجرة الأركان

فوائد زيت شجرة الأركان

يُعتبر زيت شجرة الأركان من أهم الزيوت في العالم بفضل فوائده العديدة والمتنوعة، والذي يتم استخراجه من جوز شجرة الأركان الذي يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية المفيدة للجسم، والتي تؤدي دوراً هاماً في الحفاظ على الجلد والشعر والصحة العامة. ويمتاز زيت شجرة الأركان بتكوينه الفريد، إذ إنه يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة، وخاصة “أوميغا 9” و”أوميغا 6″، التي تساعد على الحفاظ على مستويات الكوليسترول في الجسم وعلى تحسين الدورة الدموية.

ويعد زيت شجرة الأركان مصدراً غنياً بفيتامين إي الذي يعمل على حماية الخلايا من التلف، ويحمي البشرة من العوامل الخارجية الضارة. كما أنه يحتوي على مضادات الأكسدة التي تعزز صحة الشعر وتساعد على تقويته، ويستخدم أيضاً في العلاجات الطبيعية للعديد من الأمراض، مثل الروماتيزم والصدفية والحساسية وغيرها. ولذلك يعد استخدام زيت شجرة الأركان في مستحضرات التجميل والعناية بالشعر والبشرة والصحة بشكل عام، بديلاً صحياً للمواد الكيميائية التي قد تؤدي إلى آثار جانبية سلبية.

شجرة أركان ضخمة
شجرة أركان ضخمة

ويقول سالمة العمراني، مختصة في مجال الصحة العامة: “زيت شجرة الأركان يعتبر من أفضل الزيوت للعناية بالشعر والبشرة. وذلك لكونه يتميز بتركيبة فريدة تساعد على تغذية البشرة وتجديدها. كما أنه يعمل على تقوية الجهاز المناعي وتحسين صحة الجسم بشكل عام”. فعلاً، إن استخدام زيت شجرة الأركان يعتبر من أفضل الخيارات الصحية للحفاظ على الصحة والجمال. والحفاظ على هذه الشجرة الثمينة يعتبر مسؤولية مجموعة من الجهات، وهو ما يتطلب تكاتف الجهود لحماية هذه المورد الطبيعي النادر. [9][10]

فوائد الثمار والأوراق والأشجار الأخرى

إثمار غزير لشجرة الأركان في المغرب
إثمار غزير لشجرة الأركان

تنتج شجرة الأركان ثمارًا تشبه الزيتون من اللون الأصفر وتحمل نواة صلبة. ويهمل الكثيرون هذه الثمار الغنية بالفيتامينات والمعادن، والتي تستخدم في تحضير العديد من الأطباق والوصفات المغربية الشهيرة. كما أن أوراق الأركان تستخدم في ترميم التربة وفي الحماية من التصحر، فهي تحتوي على نسبة كبيرة من العناصر الغذائية مثل النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، ولذلك فقد سمح استغلالها في الفترة الأخيرة لزيادة إنتاج المحاصيل في المناطق الجافة. كما أن خشب الأركان يستخدم في صناعة الأثاث والمنازل التقليدية. ومن جانبه، يقول الدكتور عبد العزيز ميموني، رئيس المركز الجهوي للبحث الزراعي بأكادير: ” الأركان هي ثروة غنية وليست مجرد ثمار، فهي قد تلبي احتياجات مختلفة في الحياة اليومية”. وتستخدم بعض الأشجار الأخرى، مثل شجرة الزيتون والتين والتفاح، في صناعة الأغذية والزيوت والأدوية. وبالتالي تشكل جزءًا هامًا من الاقتصاد المغربي المتنامي.

وتعد شجرة الأركان من أهم الأشجار في البيئة الصحراوية. وذلك بسبب قدرتها على التكيف مع الظروف الجوية الصعبة، والفوائد الاقتصادية والبيئية التي توفرها. ولا يمكن الإكتفاء بالاستغلال التقليدي لثمارها فقط، بل يجب التحرك الآن للإستثمار في بحوث الأركان وتطوير الصناعات المرتبطة بها. و بالتالي الاستفادة القصوى من هذه الثروة الطبيعية للدولة المغربية. [11][12]

4. تحديات حفظ شجرة الأركان

التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية

شجرة الأركان هي شجرة محلية في المغرب، وهي مصدر مهم للدخل للسكان المحليين. ومع ذلك، تواجه شجرة الأركان عددًا من التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

البيئية

  • تغير المناخ: يؤثر تغير المناخ على شجرة الأركان من خلال زيادة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة. هذا يؤدي إلى انخفاض إنتاج الثمار وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض والآفات.
  • التصحر: يساهم التصحر في تدهور الأراضي وقلة المياه. هذا يجعل من الصعب على شجرة الأركان النمو والازدهار.
  • الرعي الجائر: الرعي الجائر هو أحد أكبر التهديدات لشجرة الأركان. يؤدي الرعي الجائر إلى تدمير الغابات وقلة الغذاء والماء لشجرة الأركان.
  • الاستغلال المفرط: يتم استغلال شجرة الأركان بشكل كبير، حيث يتم استخدامها للحصول على زيت الأركان، وهو زيت ذي قيمة اقتصادية عالية. هذا الاستغلال يؤدي إلى تدمير الأشجار وانخفاض أعدادها.

الاقتصادية

  • انخفاض أسعار زيت الأركان: انخفضت أسعار زيت الأركان في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى انخفاض دخل المزارعين.
  • عدم وجود تسويق فعال لزيت الأركان: لا يوجد تسويق فعال لزيت الأركان، مما يحد من وصوله إلى الأسواق العالمية.
  • عدم وجود بنية تحتية مناسبة: لا توجد بنية تحتية مناسبة لتسويق وتوزيع زيت الأركان. هذا يجعل من الصعب على المزارعين الحصول على أسعار عادلة لزيتهم.
  • نقص التمويل: يعاني المزارعون من نقص التمويل لزراعة ورعاية أشجار الأركان. هذا يجعل من الصعب عليهم الحفاظ على أشجارهم وزيادة إنتاجهم.

الاجتماعية

  • الهجرة: تعاني بعض المناطق التي تنمو فيها شجرة الأركان من هجرة السكان. هذا بسبب عدم وجود فرص عمل والخدمات الأساسية.
  • الفقر: يعاني العديد من المزارعين من الفقر. هذا يجعل من الصعب عليهم زراعة ورعاية أشجار الأركان.
  • عدم المساواة بين الجنسين: تعاني المرأة في المناطق التي تنمو فيها شجرة الأركان من عدم المساواة بين الجنسين. هذا يحد من قدرتهن على المشاركة في زراعة وتسويق زيت الأركان.

هناك عدد من المبادرات التي تهدف إلى مواجهة هذه التحديات. وتشمل هذه المبادرات:

  • زراعة الأشجار الجديدة: يتم زراعة الأشجار الجديدة في المناطق التي تعاني من نقص الأشجار. هذا يساعد على إعادة تجديد الغابات وزيادة إنتاج الزيت.
  • تحسين تسويق وتوزيع الزيت: يتم تحسين تسويق وتوزيع الزيت من خلال إنشاء تعاونيات ومصانع زيت الأركان. هذا يساعد على ضمان الحصول على أسعار عادلة للمزارعين.
  • توفير التمويل للمزارعين: يتم توفير التمويل للمزارعين من خلال القروض والمنح. هذا يساعدهم على الحفاظ على أشجارهم وزيادة إنتاجهم.
  • تحسين الخدمات الأساسية: يتم تحسين الخدمات الأساسية في المناطق التي تنمو فيها شجرة الأركان من خلال بناء المدارس والمستشفيات والطرق. هذا يساعد على تحسين جودة الحياة للسكان المحليين وجذب الاستثمارات.

من خلال مواجهة هذه التحديات، يمكننا الحفاظ على شجرة الأركان وضمان مستقبلها.

دور الحكومة والمجتمع المدني في حفظ شجرة الأركان

شجرة الأركان تُعد من الثروات الطبيعية التي تهتم بها الحكومة في المغرب. كما يوجد حاليًا اهتمام كبير من المجتمع المدني في حفظ هذه الشجرة الهامة. فمن خلال دعم البرامج البيئية والاجتماعية والاقتصادية، يمكن الحفاظ على هذا النظام البيئي الهام والمواثيق الدولية المتعلقة بالتنوع البيولوجي، وكذلك المعايير الدولية للحفاظ على الغابات والتنمية المستدامة.

تقوم الحكومة المغربية بإجراءات هامة لحفظ شجرة الأركان، وذلك من خلال الاستثمار في برامج البحث والتنمية المستدامة. والتي تهدف إلى تنمية وتحسين الزراعة والتعاون على المستوى العالمي للتصدي لتهديدات البيئة. بالإضافة إلى ذلك، تساعد المبادرات الحكومية في تعزيز التعليم والتثقيف حول فوائد شجرة الأركان وأهميتها للبيئة المحيطة بها.

أركانة
أركانة: تخلد اليوم العالمي للأركان

ويساهم المجتمع المدني بشكل فعال في حفظ شجرة الأركان، حيث تركز الجهود على نشر الوعي بأهمية الحفاظ على هذا النظام البيئي المهم. وذلك من خلال تطوير حملات توعوية مختلفة وتنظيم المؤتمرات والندوات والفعاليات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تشجع المجتمعات المحلية على إنتاج منتجات شجرة الأركان. و أيضا تحديث الأساليب الزراعية التقليدية لتحسين إنتاجيتها، وزيادة الوعي من المواطنين حول فوائد واستخدامات هذه الشجرة الهامة.

على الرغم من أن هناك التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية في الحفاظ على شجرة الأركان، فإن الحكومة والمجتمع المدني يسعيان جاهدين لتحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وضمان الحفاظ على هذه الثروة العريضة للمستقبل. ولذلك، هناك حاجة إلى المزيد من الاستثمار في البحوث والتطوير لتطوير الصناعات المرتبطة بشجرة الأركان وتحسين إنتاجيتها. و كذلك توفير دورات تدريبية وعمليات تعليمية للمجتمعات المحلية لتحسين ظروفها المعيشية، وزيادة الوعي من المواطنين حول أهمية شجرة الأركان في المغرب. [15][16]

5. خلاصة وتوصيات

إجراءات عملية لحفظ شجرة الأركان في المغرب

هناك العديد من الإجراءات العملية التي يجب اتّباعها لحماية شجرة الأركان في المغرب. ومن هذه الإجراءات:

– حماية المساحات الطبيعية التي تحوي شجرة الأركان: حماية هذه المناطق من عمليات التطوير غير المنظم والتلوث الصناعي وتحريم التنقيب عن المعادن والبترول.

– تنفيذ إستراتيجيات لزراعة شجرة الأركان: يجب العمل على تنفيذ برامج لزراعة المزيد من شجرات الأركان، وتحديدًا في المناطق التي لا تحويها بكثرة.

مزارع لشجرة الأركان في المغرب
مزارع الأركان

– المحافظة على الثقافة المحلية وتعليم الناس عن أهمية شجرة الأركان: يجب التعريف بأهمية شجرة الأركان وفوائدها الاقتصادية والبيئية المتعددة، وتعليم الناس عن كيفية العناية بهذه الشجرة.

– دعم البحوث العلمية: يجب دعم البحوث التي تتعلق بشجرة الأركان، حيث يمكن أن تساعد هذه الأبحاث في تطوير الزراعة واستغلال الفوائد المختلفة لهذه الشجرة.

– دعم الصناعات المرتبطة بشجرة الأركان: يجب دعم الصناعات المختلفة التي تعتمد على شجرة الأركان، وتطويرها بشكل يحقق الاستدامة والحفاظ على البيئة والإنسان.

– المحافظة على البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي للمنطقة: يجب العمل على المحافظة على البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي في منطقة شجرة الأركان، حيث يمكن أن يؤدي الاهتمام بالبيئة إلى تحسين جودة الأرض والسماد الطبيعي وتطوير صناعات المنطقة.

بهذه الإجراءات العملية، يمكن حفظ شجرة الأركان في المغرب والمساهمة في الحفاظ على التنوع البيولوجي وتطوير الصناعات المختلفة والمحافظة على الثروة الطبيعية للمنطقة. كما يجب على الحكومة والمجتمع المدني العمل بشكل مشترك لتحقيق هذه الأهداف وضمان استمرارية شجرة الأركان في المستقبل. [17][18]

أهمية الاستثمار في بحوث شجرة الأركان وتطوير الصناعات المرتبطة بها

تحوّل شجرة الأركان إلى ثروة شديدة الأهمية للاقتصاد المغربي، حيث أصبح لها دور كبير في عدد من الصناعات المرتبطة بها، والتي تشمل الصناعات الغذائية والصيدلانية والتجميلية. ولذلك، فإن استثمار الدراسات والابتكارات في هذا المجال يعد من الأمور الحيوية لضمان استمرارية هذا الإرث الثقافي والبيئي.

يمكن الاستفادة من شجرة الأركان لتطوير صناعة زيت الأركان الذي يستخدم في عدد كبير من منتجات العناية بالشعر والبشرة. فالزيت الذي يتم استخلاصه يحتوي على نسبة عالية من الحمض الدهني المونوناسيكريد، الذي يعتبر من العناصر المغذية للشعر والبشرة. كما يمكن استخدام أوراق الأركان لتنظيف الأسنان والتخفيف من أعراض الجيوب الأنفية، فهي تحتوي على مركبات طبيعية تعمل كمضادات حيوية.

وتعد مجالات البحث في تحسين جودة وكفاءة استخدام شجرة الأركان لا تزال في بدايتها. ولا يزال هناك العديد من التحديات التي تحتاج إلى حلول وابتكارات. حيث أنَّه يمكن استخدام شجرة الأركان في العديد من الصناعات الأخرى، كالطب البيطري وأعمال النقش على الخشب وصناعة الأعلاف. كما يمكن استخدام نوى الثمرة في صناعة المنتجات الغذائية، أو استخدام المخلفات في توليد الطاقة الحيوية.

ويعتبر الاستثمار في بحوث شجرة الأركان وتطوير الصناعات المرتبطة بها، واحدًا من أهم عوامل النجاح في الاستفادة من هذه الثروة العريضة في المستقبل. كما يسهم في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات وتقليل التكاليف، بالإضافة إلى توفير فرص العمل للمواطنين. و بالتالي، يجب على الحكومة والمجتمع المدني العمل بتكاتف لحماية هذا الإرث الثقافي والنباتي، وتمكين الجهود المبذولة في تطويره والاستثمار فيه. كما يجب الالتزام بتطبيق إجراءات مشددة لحفظ شجرة الأركان ومناطقها الطبيعية. و من ذلك: أنظمة الزراعة المستدامة والتعاونيات الفلاحية ونشر الوعي البيئي والحفاظ على الحياة البرية.

يقول الدكتور محمد البقالي، وهو أستاذ البيولوجيا الجزيئية وعلم الوراثة بجامعة إبن طفيل: “العديد من الصناعات التي تعتمد على شجرة الأركان يمكن أن تتحسن أو تتوسع بشكل كبير، ولكن هذا يتطلب الكثير من العمل في مجال البحث والإنتاج، ولاسيما فيما يتعلق بتطوير مزيد من المنتجات وابتكارات تعتمد على شجرة الأركان”. [19][20]

6. خاتمة

الأركان في المستقبل: السعي للحفاظ على هذه الثروة العريضة للمستقبل.

الأركان في المستقبل: السعي للحفاظ على هذه الثروة العريضة للمستقبل.

شجرة الأركان هي جزء أساسي من الثقافة والتاريخ المغربيين وتحظى بمكانة كبيرة في الاقتصاد الوطني. وبالرغم من القيمة التي تمثلها هذه الثروة، فإن شجرة الأركان تواجه اليوم تحديات كبيرة تشكل تهديداً حقيقياً لمستقبلها ومن بينها:

– التراجع الكبير في مساحات زراعتها نتيجة لاقتلاع الأشجار وتحويل الأراضي لأغراض أخرى.
– الجفاف الذي يشهد المغرب مناطق كثيرة في الفصول الأخيرة والذي يؤثر سلباً على أداء الأركان وإنتاجيتها.
– ممارسة الاستغلال غير المستدام لشجرة الأركان وارتفاع الأسعار للإستفادة من فوائدها.
– ضعف دور الجهات الرسمية في مراقبة وحماية شجرة الأركان وإشرافها.

ويرى الخبراء أن تشجيع المزارعين على زراعة الأركان بدلاً من الأشجار الأخرى الغير صالحة للاستخدام الإنساني، هو الأولى بالتأكيد. ولكن مع ذلك، يجب إنشاء تشريعات وقوانين لحماية الأشجار الموجودة والمحافظة عليها. من أجل تحقيق هذا الهدف، ينبغي تعزيز التوعية والتحسيس بأهمية هذه الثروة غير المتجددة وضرورة حمايتها والحفاظ عليها. كما يمكن الاستفادة من العديد من الأمثلة الناجحة في هذا المجال في دول أخرى، حيث تم اتخاذ إجراءات لحماية الأراضي والمواد الخام وحماية البيئة بطرق مختلفة. مثل ممارسة الزراعة العضوية وتحسين استخدام المياه وتقليل النفايات وزيادة الإنتاجية وأخذ الحيطة والحذر عند استخدام الأساليب الزراعية الحديثة.

وفي نفس الوقت، يجب الاستثمار في البحوث العلمية المتعلقة بشجرة الأركان وتطوير الصناعات المرتبطة بها. وهذا سيساعد على دفع التكنولوجيا المحلية وتطويرها وزيادة تنافسية المنتجات المغربية على الساحة العالمية.

في الختام، فإن استمرار مسار الإهمال وعدم الإعتناء بشجرة الأركان يعد خسارة حقيقية للمغرب وللعالم من حيث القيمة الاقتصادية والبيئية والثقافية. ومن واجب الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص أن يسهموا بقوة في الحفاظ على هذه الثروة الوطنية وتطويرها لخدمة أجيال المستقبل. [21][22]

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات