التين بالمغرب تلك الشجرة المباركة

التين بالمغرب

تعدُّ شجرة التين من أبرز الأشجار التي تحتل مساحات واسعة مِن أراضي المغرب، والتي تتميّز بجماليّة وفوائد تُعدُّ إحداها شبه مُفقودة في زمننا الحالي. إن شجرة التين أو «الكرمة» كما يطلق عليها في بعض المناطق، من الأشجار المعمرة التي تتحمّل جميع الأحوال الجوّية وتقاوم الجفاف، إضافةً إلى أهميّتها الاقتصاديّة والغذائيّة. فما هي فوائد شجرة التين وكيف يمكن استثمارها؟ تابعوا معنا هذا المقال لتعرفوا المزيد عن شجرة التين في المغرب.

1) تاريخ شجرة التين في المغرب

تعتبر شجرة التين من الأشجار التراثية والمهمة في المغرب، حيث تمثل تراثاً زراعياً عريقاً يرجع إلى العصور القديمة. وقد عرف بها المغرب منذ القرون الوسطى، وكانت أهم ثمرة مصدراً للعديد من المنتجات مثل الثمار الطازجة والمجففة (الشريحة). ومنذ ذلك الحين والتين موجود في المزارع والحدائق والواحات في مختلف مناطق المغرب، ويزرعه المزارعون باستخدام التقنيات العصرية، وتعد زراعتها مروية بالري الحديث، مما يضمن إنتاجية عالية وجودة عالية للمنتج النهائي. [1][2]

2) إحصائيات إنتاجه في المغرب

تعتبر شجرة التين من الأشجار المزدهرة في المغرب، وتستحوذ على مساحات كبيرة في البلاد. وفقًا للإحصائيات الصادرة عن المنظمة العالمية للأغذية، أنتجت المغرب حوالي 140،000 طن في العام (2020) . ويتراوح متوسط المردود الزراعي لهذه الثمار بين 3 و8 طن/هكتار. وعلى الرغم من هذا الإنتاج العالي، إلا أن مساهمة شجرة التين في الاقتصاد الفلاحي بالبلاد لا تزال محدودة. ويعود هذا بشكل كبير إلى تشتت شجرات التين في المناطق، وتوزع الإنتاج وجودة المنتج المحدودة، مما يجعل من المنتوج يتراجع في السوق العالمية. [3][4]

3) الأهمية الاقتصادية والبيئية لشجرة التين

تعتبر هذه الشجرة من أهم الأشجار المثمرة في المغرب، حيث تسهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني. فهي توفر فرص عمل ودخلًا ماديًا للكثير من المزارعين، وتشكل مصدرًا غذائيًا هامًا للسكان المحليين. كما أن زراعة التين يستغلها المزارعون كنوع من التحسين البيئي، حيث تساعد في تحسين البيئة وعملية التربية البيئية والإنتاج الزراعي بشكل عام، وتساهم في تخفيف التغير المناخي ومكافحة التصحر في المناطق الجافة. [5][6]

4) توزع زراعة التين في المغرب

تتوزع زراعة شجر التين في المغرب بشكل واسع في عدة مناطق، حيث تعد مدينة تاونات هي المنطقة الأكبر في إنتاج شجر التين بحوالي 78 ألف طن بمساحة تصل إلى 22,230 هكتار، تليها مدينة شفشاون بمساحة تصل إلى 7,050 هكتار، ويوجد أيضاً زراعة هذه الشجرة المباركة في مناطق أخرى في المغرب مثل الحسيمة ووزان وتطوان وتازة والناظور والصويرة والجديدة وآسفي. على الرغم من وجود إنتاج عالي لشجر التين، إلا أنه يعاني من عددٍ من الصعوبات والتحديات التي تحد من استفادة المغرب من هذه الثروة الزراعية. [7][8]

5) الصعوبات والتحديات التي تواجه زراعة التين في المغرب

تواجه زراعة التين في المغرب العديد من الصعوبات والتحديات، من بينها الأمراض الفطرية التي تهاجم الشجرة وتؤثر على إنتاجيتها. بالإضافة إلى ذلك، فإن زراعة التين تحتاج إلى الرعاية والعناية المستمرة، من حيث الري والتسميد ومحاربة الآفات الزراعية والأعشاب الضارة، مما يتطلب الجهود والتكاليف الإضافية. كما تؤثر نوعية التربة والمناخ في إنتاجية وجودة ثمار التين، مما يجعل البحث والابتكار في تقنيات وسلالات جديدة أمرًا ضروريًا لمواجهة هذه التحديات وتحسين إنتاجيتها في المغرب. [9][10]

6) استخدامات ثمار التين في المغرب

تستخدم ثمار شجرة التين في المغرب بشكل شائع في صناعة المنتجات الغذائية. حيث تُستخدم الثمار لإنتاج المربى والمعجنات والعصير والحلويات ومنتجات الحفظ. كما أنها تحتوي على العديد من العناصر الغذائية المهمة مثل الألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، مما يجعلها مفيدة لصحة الجسم. كما تستخدم الثمار المجففة في الطب الشعبي لعلاج بعض الأمراض، مثل حالات الإمساك والإسهال. والصواني المجففة هي الشكل الأكثر شعبية للتين المجفف في المغرب، وتُستخدم في العديد من المناسبات الخاصة. [11][12]

7) تقنيات التجفيف بالمغرب

تتباين تقنيات التجفيف في المغرب فيما بينها حسب التقنيات المستخدمة، فهناك تقنية الشمس التي تعتمد على تجفيف الثمار بوضعها تحتها لمدة تصل إلى أسبوع كامل. و كذلك تقنية التدخين التي تتمثل في تعليق الثمار في أماكن مدخنة وتدخينها لفترة طويلة. بالإضافة إلى ذلك، هناك تقنية التبخير وحتى التسخين على النار الهادئة في الأفران الكهربائية. كما يتبع المزارعون العديد من هذه التقنيات في الحصول على تين مجفف عالي الجودة وذي قيمة عالية في الأسواق المحلية والدولية. [13][14]

8) الأصناف المختلفة لشجرة التين

تتميز شجرة التين بتنوع أصنافها المختلفة، فهناك أصناف مثل التين الأحمر والأبيض والأسود، وتختلف هذه الأصناف في الحجم والشكل واللون والمذاق، وقد تم تصنيفها حسب معايير عديدة كالنضج والصلابة والحلاوة والتفاحية والمذاق الشبيه بالتمر. وقد تتأثر الأصناف بعوامل عديدة مثل البيئة والعوامل الجينية والتربة ومدة النضج. و من الأهمية بمكان الاهتمام بالأصناف المختلفة لشجرة التين لاختيار الصنف المناسب للزراعة وتحقيق أفضل النتائج. [15][16]

9) الإجراءات الزراعية لزراعة شجرة التين

لزراعة شجرة التين في المغرب، يجب اتباع الإجراءات الزراعية اللازمة. يجب تفريش وتنظيف الموقع المخصص لزراعة التين وإعداد التربة بشكل جيد. يتم زراعة الأشتال الشتوية أو الربيعية في التربة، ويجب ري الشجرة بانتظام وتوفير الغذاء اللازم للنمو الصحيح. كما يتم التحكم في الأمراض والحشرات وذلك عن طريق رش المبيدات وتنظيف الموقع بشكل دوري. كما يجب أيضًا إجراء التقليم اللازم لزيادة الإنتاجية وإزالة الأغصان الضعيفة لتحسين نمو الأشجار. ونتيجة لذلك، عند اتباع إجراءات الزراعية اللازمة، تكون شجرة التين مزدهرة وصحية، وتنتج ثمار جيدة وفي كميات كافية. [17] [18]

10) التوصيات لتعزيز زراعة التين في المغرب.

وصلت دراسات الجدوى التي أعدها المختصون إلى التوصيات اللازمة لتعزيز زراعة التين في المغرب، حيث أكدوا ضرورة زيادة المساحات الزراعية للتين وخصوصاً في المناطق ذات الأراضي الصالحة للزراعة، وتطوير إستراتيجيات أفضل في التسويق والتصدير، كما لا بد من عمل دراسات متعددة الأوجه لتحديد الأصناف الأكثر جودة وإمكانية استكمالها في صناعة المنتجات المختلفة. علاوة على تنظيم دورات تدريبية للفلاحين للوقوف على أفضل الممارسات الزراعية المتبعة في تربية وزراعة الأشجار، وتشجيع المستثمرين الوطنيين والدوليين على الاستثمار في هذا القطاع وتأمين التمويل اللازم للمشروعات الزراعية لتعزيز الإنتاجية والاستدامة البيئية. [19][20]