خزف سلا : التاريخ والتحديات

أبو محمدآخر تحديث :
خزف مدينة سلا

تعتبر صناعة الخزف من الحرف التقليدية المهمة في المغرب، وتحديداً في مدينة سلا التي تُعتبر واحدة من أهم مراكز الخزف في المملكة. كما تعرف هذه المدينة بفن الخزف منذ مئات السنين وتعتبره جزءاً لا يتجزأ من تاريخها. يعمل أصحاب المهن في هذا القطاع بشغف وحماس، ولكن مضمون تراثهم يواجه اليوم التحدي الأكبر في تطويره ورفع قدرته التنافسية. بالإضافة إلى ذلك، تواجه تحديات أخرى مثل ما يتطلبه الوقت المعاصر من معايير بيئية وتقنيات متطورة. وفي هذا المقال، سنعرض لكم مزيداً من المعلومات حول صناعة الخزف بمدينة سلا. و كذلك تأثير مطالب العصر الحالي عليها، وكيف تعمل هذه الحرفة على الحفاظ على مكانتها من خلال التجديد والتحديث.

1. مقدمة: الخزف في مدينة سلا: أصالة وتحديات

خزف سلا بقرية الولجة
خزف سلا بقرية الولجة

صناعة الفخار في مدينة سلا، وهي جزء لا يتجزأ من موارث التراث الثقافي المغربي والموروث التقليدي الغني بالأصالة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الصناعة في الوقت الحاضر تواجه العديد من التحديات، نذكر منها البحث عن قنوات تسويق جديدة وتجديد التقنيات التصنيعية للبراعة اليدوية التي دامت قرونا. و بالتالي فهي تحتاج هذه الصناعة إلى دعم وتشجيع من جميع الأطراف للحفاظ على هذا النوع من الحرف التقليدية.

وتتميز هذه الصناعة بإبداع فنانيها في مجال تصميم الأواني بشكل فريد وخصوصي، واستخدامهم للألوان المختلفة والتي تعكس الثقافة والتراث المغربي الغني. و كما لا يخفى على أحد أن التحديات التي تواجه هذه الصناعة تتمثل في الحاجة إلى تحديث التقنيات والبحث عن السبل الحديثة لإبراز هذا الفن الرائع مع استمرارية الإبداع والتميز.

وحتى تجاوز هذه التحديات، يحتاج الفخاريون والخزفيون في مدينة سلا إلى دعم الدولة ومؤسسات المجتمع المدني من خلال توفير الدعم المادي والتقني وتحديث الأدوات والمعدات التي تساعد على تنمية هذه الصناعة. و لابد من اعتماد سياسات تسويق جديدة للمنتجات الفخارية من خلال استخدام التكنولوجيا المتطورة واستغلال كل الفرص التي يمكن الحصول عليها.

ويمثل الفخاريون في مدينة سلا جزءًا لا يتجزأ من تاريخ مدينتهم، وهم يعملون جاهدين للحفاظ على تراثهم الغني وإبرازه بالشكل الصحيح. وتحتاج هذه الصناعة إلى العديد من المبادرات والمشاريع لتشجيع الفخاريين وتطوير هذا الفن الرائع في المستقبل. كما ينبغي علينا جميعًا العمل معًا على دعم الصناعة التقليدية العريقة في مدينة سلا، والتي تمثل إرثًا حضاريًا قيّمًا يجب علينا حمايته وتطويره. [1][2]

روعة وجمال ألوان خزف سلا
روعة وجمال ألوان خزف سلا

2. تعريف الخزف وتاريخه:

مفهوم الخزف وتقنيات التصنيع القديمة


تشتهر مدينة سلا بصناعة الخزف التقليدية التي تعود إلى قرون عديدة، حيث تتجلى فيها التقنيات الحرفية القديمة التي يتم تطبيقها حتى اليوم. يتم إنتاج الخزف باستخدام التراب المحلي الطبيعي، الذي يتميز بأنه غني بالمعادن التي تعزز خصائص الخزف النهائي. تتضمن تقنيات التصنيع القديمة للخزف استخدام المواد الطبيعية غير المعالجة، بما في ذلك الصلصال، والتيار الكهربائي، والحرارة العالية للقيام بعملية الحرق. كما يتم التركيز على الزخرفة الجميلة والتفاصيل الدقيقة في أعمال الخزف.

وتتوفر معظم المنتجات التي ينتجها الحرفيون بمدينة سلا بأشكال وأحجام وألوان مختلفة، من المواد الفخارية إلى الصلصال باللون الأرجواني والأخضر، وفي أشكال متنوعة، مثل التشكيلات الحرفية، والمزهريات، والأطباق ، والأواني الخزفية.

من فخار الولجة
فخار سلاوي

وفي هذا السياق، يرى الحرفيون بمدينة سلا أن الخزف التقليدي يتميز بالأصالة والجودة، ويشجع السياحة والتجارة في منطقة سلا، ويساهم في الحفاظ على التراث الثقافي للمنطقة. كما يشير محمد الرياحي، أحد الحرفيين في منطقة الولجة في سلا: “نحن نعمل من أجل الاحتفاظ بتراثنا وتعليمه للأجيال القادمة. نحن نتحدى التحديات في صناعة الخزف ونحاول تطوير تقنيات التصنيع لأننا نعتقد أن هذه الصناعة يمكنها أن تستمر لفترات طويلة إن تم تطويرها بشكل ملائم.”

يشير خبراء الصناعات التقليدية إلى أهمية إعادة اكتشاف التقنيات الحرفية التقليدية وتطويرها باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وهذا يشمل صناعة الخزف في سلا، حيث يمكن تحسين وتطوير تقنيات الحرق والتشكيل باستخدام معدات حديثة. لكن يجب الحفاظ على الأساليب التقليدية والقيم الثقافية في إنتاج الخزف والحرفيين في سلا يعملون جاهدين على الحفاظ على هذا التراث الثقافي الثمين للأجيال القادمة. [3][4]

تاريخ الخزف في مدينة سلا وأهميته

تعتبر مدينة سلا من أهم المدن التي تشتهر بصناعة الخزف في المغرب، حيث يعود تاريخ هذه الصناعة فيها لقرون عديدة. فقد كانت مدينة سلا تشتهر بصناعة الخزف منذ عصر المرابطين والأندلسيين. كما كانت تزخر بحرفيين ماهرين يعملون في ورش صنع الأواني الخزفية والبلاط والطوب.

تعد هذه الصناعة جزءًا هامًا من التراث الثقافي والاقتصادي لمدينة سلا. ولذلك فإنها تحظى باهتمام كبير من الحكومة والمجتمع المحلي للحفاظ عليها وتطوير تقنياتها. وفي هذا الصدد، يقول أحد الحرفيين في مدينة سلا: “الخزف في سلا له تاريخ عريق، وهو جزء من هويتنا وتراثنا، ولذلك نحن بحاجة إلى الحفاظ عليه وتطويره، ومنحه الاهتمام الذي يستحقه”.

خزف الولجة بسلا جمال وإتقان
خزف الولجة بسلا جمال وإتقان

تتميز صناعة الخزف في مدينة سلا بأنها تستخدم الطين المحلي الخاص بالمنطقة، والذي يتميز بصلابته ومتانته، كما تعتمد على تقنيات التصنيع القديمة التي تعكس الحرفية والإبداع. ولذلك، فإنها تتطلب بذل المزيد من الجهود لتحديثها وتطوير تقنياتها بما يتوافق مع التحولات الحديثة، وتلبية احتياجات السوق.

على الرغم من أن صناعة الخزف في مدينة سلا تواجه العديد من التحديات، إلا أنها ما تزال تحتفظ بأهميتها وشعبيتها في المجتمع المحلي. لذلك، يتجه الاهتمام إلى دعم وتشجيع هذه الصناعة التقليدية وتطويرها بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة. وكذلك تثمين جهود الحرفيين في الحفاظ على هذا التراث الثقافي. و في النهاية، يبقى مستقبل الخزف في مدينة سلا واعدًا مع تطوير تقنيات التصنيع الحديثة التي تلبي احتياجات السوق وتمنح الصناعة فرصاً أوسع للنمو والتطور. [5][6]

3. تقنيات التصنيع الحديثة:

الحاجة لتحديث وتحسين تقنيات التصنيع

صناعة الفخار في مدينة سلا هي فن عريق ومكون أساسي في موروث الصناعة التقليدية والهوية الثقافية الوطنية. ومع ذلك، تواجه هذه الصناعة اليوم تحديات كبيرة بسبب المنافسة الشديدة للمنتجات الصناعية الأخرى. و من أجل الحفاظ على هذا التراث الثقافي الثمين، فإنه يجب أن يتم تحديث وتحسين تقنيات التصنيع.

وقد تم التحدث في المقالات والفقرات السابقة عن مفهوم الخزف وتقنيات التصنيع القديمة وتاريخ الخزف في مدينة سلا وأهميته. و من هنا، فإن الحاجة لتحديث هذه التقنيات أصبحت واضحة أكثر من أي وقت مضى. حيث يقدم التحديث والتحسين لتقنيات التصنيع الفخارية الفرصة للحفاظ على التراث الثقافي، بينما تظل منتجاتها تتطور وتتميز بالتقنيات الحديثة.

خزف سلا: الجلال والجمال
خزف سلا: الجلال والجمال

وجدير بالذكر أن التكنولوجيا يمكن أن تلعب دورا حاسما في هذا الصدد. فباستخدام تقنيات التصنيع الحديثة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، يمكن للصانعين خلق تصاميم جديدة وإعادة ابتكار المنتجات الفخارية التقليدية بشكل جديد ومميز. كما أن الحرفيين في الولجة يعملون بجهود كبيرة على تحديث تقنيات التصنيع والابتكار في منتجاتهم الفخارية.

ويعد الدعم والتشجيع الحكومي والخاص من العوامل المهمة للحفاظ على التراث الثقافي وتطوير صناعة الفخار في مدينة سلا. كما يجب أن يشمل الدعم الإجراءات الملائمة لتحسين تقنيات التصنيع والتسويق وتطوير قنوات تسويقية جديدة. بالإضافة إلى تشجيع الاستخدام المستدام للمواد الخام وتطبيق الممارسات البيئية. وعندما يتم دعم هذه الجهود بشكل كافٍ ومنسق، فإن مستقبل صناعة الفخار في مدينة سلا سيكون واعدا. [7][8]

التكنولوجيا في خدمة الصناعة التقليدية

يُشكل التحديث التكنولوجي أداة هامة لتطوير الصناعة التقليدية للخزف في مدينة سلا، ومواكبة تطور الأدوات والآلات المستخدمة في تصنيع الخزف. يستطيع الحرفيون، ومصانع الخزف سواء، من خلال التحديث التكنولوجي، تخفيض تكاليف إنتاجهم، إضافةً إلى زيادة جودة المنتج النهائي. يقول الباحث في التراث المغربي عبد الرحيم بن دغة عن هذا الموضوع: “تتطلب ورشات الخزف القديمة فرقًا بشريًا يقوم بعملية الترجمة من مخيلة الحرفي/ الفنان إلى الواقع الملموس، والآن مع وصول التكنولوجيا يمكن تحويل الرسمة والمشروع إلى نوع من التعبير الرقمي”.

يشير بن دغة إلى أن استخدام أحدث وسائل التصنيع في الخزف سيساهم بشكل كبير في تهيئة المنتجات للتصدير وتحقيق أرباح أكبر. وبإضافة تقنيات التصنيع الحديثة، والعمل على مزجها مع التقنيات التقليدية، يمكن تعزيز الفن الخزفي وإبقائه حياً ورائجاً. ويؤكد ذلك إحدى الحرفيات في سلا، التي تتحدث عن أهمية الاعتناء بالكادر الفني ومواكبته للتطور، حتى يتمكن من الابتكار والتطوير في عمله.

فخار الولجة
فخار سلا

وعلى الرغم من التحديات التي تواجه الخزف في مدينة سلا، إلا أن هناك جهودًا تبذل لتحسين وضع الصناعة التقليدية، والمساعدة على تحويلها إلى قطاع مزدهر وجذاب للإستثمار. يمكن للدعم والتشجيع، سواء من الحكومة أو من القطاع الخاص، أن يساعد على دفع عجلة التنمية الحرفية والاقتصادية في مدينة سلا، وصناعة الخزف فيها. بالتالي، يتعين على الحكومة والمؤسسات الحكومية، وكذلك الشركات الخاصة، العمل بجد لدعم الصناعات التقليدية الأساسية. مثل صناعة الخزف، وتحفيز المستثمرين للاستثمار في هذا القطاع المهم. [9][10]

4. فنانو الخزف في مدينة سلا:

الحرفيون في الولجة وجهودهم للحفاظ على التراث الثقافي

يعمل حرفيو مدينة سلا على الحفاظ على تراثهم الثقافي من خلال المحافظة على فن الخزف القديم. تعتبر هذه الحرفة واحدة من أهم الموروثات الثقافية في المغرب. ومع ذلك ، تواجه صناعة الخزف في مدينة سلا تحديات عدة في الوقت الحالي. كما يواجه الحرفيون صعوبات في جذب الشباب لممارسة مهنتهم. يشعرون بالقلق بشأن الاهتمام الزائد الذي يولى للتكنولوجيا الحديثة والصناعات الحديثة ، والتي قد تهدد مستقبلهم.

في محاولة للحفاظ على التراث الثقافي للخزف في سلا ، يعمل الحرفيون بجهد كبير لتوثيق فنهم الخاص وتأمين انتقاله للأجيال القادمة. كما يسعون جاهدين لإيجاد الأساليب والتقنيات المناسبة لتحسين جودة منتوجاتهم وتقديمها بطريقة حديثة وجذابة. فقد قال الحرفي عثمان المغربي: “لقد استخدمنا التكنولوجيا والأدوات الأخرى لتحسين منتجاتنا وعرضها على المزيد من الزبائن.”

بالإضافة إلى ذلك ، يعمل الحرفيون في مدينة سلا على تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة المحيطة بهم. يتبنون مبادئ صناعة الخزف الصديقة للبيئة ويستخدمون المواد الأصلية المتوفرة في المنطقة.

يحث الحرفيون السلاويون على مواصلة ممارسة مهنة الخزف وتقدير التراث الثقافي في مدينتهم. فقد صرح الحرفي هشام المطوي: “تحتاج صناعة الخزف في سلا إلى الدعم والتشجيع من الحكومة والجمهور لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على التراث الثقافي الثمين في المنطقة.”

بالتالي ، فإن حماية تراث مدينة سلا وعناية الحرفيين بمهنتهم هي من أهم الأسباب التي تعكس تصميمهم على الاستمرار في هذه الحرفة القديمة وتعزيز دورهم في المجتمع. [11][12]

جمال خزف سلا: فن وإبداع
جمال الخزف المغربي وإبداع المعلم السلاوي

إبداع الفنانين المعاصرين في خزف مدينة سلا

تتميز مدينة سلا بتراثها الغني في مجال الخزف. ولكن ليس هذا فقط، فالمدينة تحتوي أيضًا على فنانين معاصرين موهوبين في صناعة الخزف. يشتهر الفنانون المعاصرون في سلا بأعمالهم الفنية الجريئة والجميلة التي تجمع بين التقليد والحداثة، مما يجعلها مدينة فريدة من نوعها. كما تعاون الفنانون المعاصرون مع الحرفيين التقليديين في مدينة سلا لإنشاء أعمال مثيرة وجميلة، مما يعزز المشهد الفني في المدينة.

في المنظور الحديث للخزف في سلا، يمكننا أن نرى وبوضوح الجانب الجمالي والفني في صناعة الخزف. و ذلك بفضل إبداع الفنانين المعاصرين في المدينة. كما قدم الفنانون مشاريع مختلفة تشمل مزج التقاليد القديمة مع الحداثة، وإضافة تفاصيل جريئة ولونية مثيرة إلى قطع الخزف التقليدية، مما يجعلها تبدو فريدة من نوعها. 

فخار الولجة بسلا
خزفيات

من بين الفنانين المعاصرين الأكثر شهرة في سلا نجد الفنان خالد الدواعري، الذي يعمل في مجال الخزف منذ عدة سنوات ويعتبر المتحدث الرئيسي عن المشهد الفني المعاصر في المدينة. يتميز عمل الدواعري بالتصميمات الجريئة والألوان الجميلة التي تجعل قطع الخزف الخاصة به تبرز بشكل أكبر. “أحاول أن أدمج التراث القديم مع الفكر الحديث لإنتاج قطعة فنية وثيقة الصلة بالمجتمع المحلي،” يقول الدواعري.

تشجع السلطات المحلية في سلا بشدة إبداع الفنانين المعاصرين في مدينتهم، وتقدم الدعم لهم لإنشاء معارض وورش عمل ومشاريع فنية. وإلى جانب دعم الفنانين المعاصرين، يعمل الحرفيون التقليديون كذلك على تحسين عملهم وتطوير التقنيات الحديثة لصناعة الخزف. ويعتبر ذلك جزءًا من الجهود المستمرة للحفاظ على التراث الثقافي والحفاظ على تاريخ مدينة سلا. [13][14]

5. تحديات الخزف في مدينة سلا:

تحديات بيئية واقتصادية

تواجه صناعة الخزف في مدينة سلا تحديات عديدة في ظل التطور الصناعي والاقتصادي المتسارع. من بين هذه التحديات البيئية والاقتصادية التي تهدد استمرارية الصناعة التقليدية في المدينة.

من الجانب البيئي، تحتاج صناعة الخزف إلى مواد أولية طبيعية مثل الطين والصلصال والكوارتز. وهذا يعني أن انعدام هذه المواد أو تدهور جودتها سيحد من نطاق إنتاج الخزف. بالإضافة إلى ذلك، تشكل عمليات التصنيع الخزفي التقليدية تأثيرات سلبية على البيئة. مثل التلوث الناتج عن استخدام المواد الكيميائية والوقود الحفري في عملية الحرق. و في هذا الصدد، يرى مدير مجموعة الولجة للفخار والسيراميك في سلا، عبد الله الداه، أن “نجاح صناعة الخزف في سلا يتطلب التحول إلى استخدام مواد أولية متجددة وصديقة للبيئة واستخدام تقنيات حديثة لحماية البيئة والحد من التلوث الناتج عن عمليات الإنتاج”.

من الجانب الاقتصادي، تعاني صناعة الخزف من تنافس قوي من المنتجات الصناعية الحديثة في السوق. الأمر الذي يعني أنه يجب على فناني الخزف في سلا تحديث تصاميمهم وتحسين جودة منتجاتهم لكي يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة في سوق الخزف العالمية. وفي رأي عبد الرحمن الصاعدي، فنان الخزف في سلا، “يجب علينا تحسين جودة منتجاتنا وتصاميمنا لكي نتمكن من التنافس في السوق، إن لم نفعل ذلك، فإن صناعتنا ستتوقف وتصبح منسية”.

أحد معارض الفخار بالولجة
أحد معارض الخزف / الفخار السلاوي

بالنظر إلى تحديات صناعة الخزف في سلا، يعتبر الدعم والتشجيع من الجهات الحكومية والخاصة لهذه الصناعة أمرًا ضروريًا. وبشأن هذا الموضوع، يرى رئيس الجمعية المغربية لصناع الفخار والتراث الحرفي، عبد الله قاعي، أن “الدولة يجب أن توفر الدعم المالي والتقني والتدريبي لصناعة الخزف في سلا، فهي تمثل جزءًا هامًا من الهوية الثقافية والتاريخية للمغرب”.

بشكل عام، يجب العمل على الابتكار والتحديث في صناعة الخزف في سلا لتحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث الثقافي والتكنولوجيا الحديثة. وذلك لضمان استمرارية هذه الصناعة التقليدية في مستقبل واعد. [15][16]

دور الدعم والتشجيع للحفاظ على الصناعة التقليدية

دعم الصناعة التقليدية في مدينة سلا هو الطريق إلى الحفاظ على تراث الحرف القديمة. لأن هذه الصناعة تلعب دورًا هامًا في حياة المجتمع، نظرًا للقيمة الاقتصادية والثقافية التي تضيفها إلى المدينة. و لهذا السبب، يعتبر الدعم والتشجيع على الصناعة التقليدية شيئًا ضروريًا.

 في مدينة سلا، تشجع السلطات المحلية الحرفيين وتقدم لهم الدعم اللازم لتطوير مهاراتهم وتحسين منتجاتهم. تقدم أيضًا الحكومة دورات تدريبية ودعمًا ماليًا للمشاريع الصغيرة المتعلقة بالصناعة التقليدية.

بالإضافة إلى ذلك، يسعى العديد من المنظمات والجمعيات غير الربحية إلى دعم الحرفيين والصناعات التقليدية في المدينة، مثل جمعية تضامن الخزفيين في سلا. تهتم هذه الجمعية بتدريب الحرفيين وتوفير فرص العمل لهم.

تقدم الدعم المالي للحرفيين وتوفير الفرص الاقتصادية لهم أيضًا هو شيء خاصة مهم. كما يقولها الحرفي نوري الحرش، “إذا كان الناس الآخرين يعرفون أن هذه الحرف توفر فرص العمل والدخل، سيكون لدينا الحماس الكافي للمواصلة في هذا المجال”.

في النهاية، الدعم والتشجيع اللازمان للحفاظ على الصناعة التقليدية في مدينة سلا يشملان العديد من الجوانب، مثل توفير الدورات التدريبية، الدعم المالي والفرص الاقتصادية. إن دعم هذه الصناعة هو الطريق إلى حفظ التراث الثقافي وتمكين الحرفيين في المدينة للعيش من عملهم. [17][18]

6. خلاصة: مدينة سلا وتحديات الخزف: مستقبل واعد مع تقنيات التصنيع الحديثة.

بهدف الحفاظ على موروثها الثقافي، كان لصناعة الخزف دور كبير في مدينة سلا، والتي كانت تجارة مزدهرة في الماضي. ومع ذلك، فإن هذه الصناعة اليوم تواجه تحديات جمة. فالصناعات الحديثة، والتغييرات البيئية، وضعف التسويق والترويج، كل ذلك قد دفع صناع الخزف في سلا إلى إيجاد طرق جديدة لإنتاج منتجات ذات قيمة تنافسية عالية والحفاظ على تقنيات التصنيع التقليدية.

وحينما تتعلق الصناعات التقليدية بالتكنولوجيا، فلا بد من الاستثمار فيها بشكل فاعل. وهذا ما يجري الآن في مدينة سلا، حيث تقدم التكنولوجيا الحديثة فرصا ونماذج بشأن خلق قدرات جديدة في صناعة الخزف. كما تتمثل هذه القدرات في الاستفادة من التقنيات الحديثة في عمليات الإنتاج وتطوير المواد الخام المستخدمة في الصناعة. و في هذا الصدد، يقول مدير مجمع الولجة للفخار والسيراميك بسلا: “نحن بحاجة إلى مزيد من الابتكار والإبداع والتكنولوجيا في الخزف. وعلينا أن نحافظ على الصناعة التقليدية وفي الوقت نفسه نحرص على التجديد والتحديث لتواكب المستجدات الحديثة في صناعة الخزف”.

وبهدف تحسين الصناعة التقليدية في مدينة سلا، يلعب الحرفيون والفنانون المعاصرون الذين يحاولون إدخال بعض التكنولوجيا في التصميم الفني دوراً مهماً في تطويرها، مما يحفز على تشجيع الصناعات اليدوية التقليدية ويساعد على تحقيق الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية في مدينة سلا.

ويمكن التغلب على التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجهها صناعة الخزف في مدينة سلا بتحسين الدعم والتشجيع الحكومي لها، وتعزيز الاتفاقيات والشراكات مع القطاع الخاص والجهات الأكاديمية ومؤسسات التدريب لتطوير ودعم هذا الجانب الحيوي للاقتصاد والتراث الثقافي في مدينة سلا.

وخلاصة القول، فإن صناعة الخزف في مدينة سلا تواجه تحديات عديدة، ومع ذلك فإن استخدام التكنولوجيا الحديثة في الإنتاج والتصميم والعمل على تحسين التسويق والترويج للمنتجات قد يفتح آفاقاً جديدة ومميزة لمستقبل واعد لصناعة الخزف في مدينة سلا. [19][20]

للمزيد ندعوكم لتتعرف على خزف آسفي

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات