شجرة الكبار
تعتبر شجرة الكبار من بين الأشجار التي تتربع المغرب على عرش الدول المنتجة لها عالمياً، وتساهم بحوالي ثلث الإنتاج العالمي لهذه النبتة أو الشجرة الشوكية التي تحظى بشعبية كبيرة في العالم. تنتشر زراعة شجرة الكبار في العديد من المناطق المغربية، وتعتبر إقليم آسفي من أهم المناطق المنتجة لهذه النبتة الفريدة. وبالرغم من الطلب العالي عليها، إلا أن العديد من المغاربة يجهلون فوائد هذه النبتة الغذائية والطبية التي تداوي الكثير من الأمراض المزمنة. فما هي فوائد شجرة الكبار بالمغرب؟ دعونا نتعرف عليها فيما يلي.
محتويات
1. التعريف بشجرة الكبار وأهميتها
التعريف بشجرة الكبار في المغرب.
تشتهر شجرة الكبار في المغرب بكونها إحدى المصادر الأساسية للدخل الوطني والزراعة في المملكة، حيث يقدر إنتاج الكبّار في المغرب بأكثر من ثلثي الإنتاج العالمي. و بالتالي، تفتخر المملكة أيضًا بحصولها على لقب أول مصدر لهذه الشجرة في العالم. وتعتبر زراعة الكبّار في المغرب من المهن القديمة، إذ تعود جذورها إلى العهد الإسلامي، حيث كان يستخدم كعنصر أساسي في الغذاء وفي العلاج الطبيعي. كما تتمتع بلاد المغرب بمناخ مناسب لزراعة الكبّار، الأمر الذي جعلها تشهد زيادة في عمليات الزراعة والإنتاج، لاسيما في المناطق الجبلية والصحراوية، حيث يجد النبات البيئة الملائمة من التربة والمياه والهواء. ويتميز الكبّار بفوائده العديدة والمتعددة، فهو يعتبر غنيًا بالفيتامينات والعناصر الغذائية النافعة للجسم، كما يتم استخدامه في العلاج الطبيعي والغذائي، وفي صناعات التجميلية والمنتجات الطبية. لذا، تشكّل شجرة الكبار دورًا هامًا في الاقتصاد المغربي وفي الحياة اليومية للمغاربة. [1][2]
أهمية هذه الشجرة للاقتصاد المغربي.
جاءت شجرة الكبار لتؤكد على أهمية الثروات الطبيعية والزراعية في دفع عجلة الاقتصاد المغربي. فالكبار من الأصناف المشهورة في العالم باعتبار المغرب هو المصدر الرئيس لها. ولا شك أن هذا الأمر يمثل إضافة هامة للعائدات المغربية، خصوصاً عند التصدير.
فحسب إحصائيات رسمية، يبلغ حجم صادرات الكبار من المملكة ما بين 12 و14 ألف طن، بقيمة 25 مليون دولار سنوياً. وتأتي أهمية الكبار أيضاً عندما نتحدث عن فوائدها الطبية والغذائية، فهي تستخدم في علاج الإلتهابات وتحسين عملية الهضم وفتح الشهية. وكونها مادة طبيعية مفيدة للجلد جعل منها مادة مرغوبة في صناعة العطور والمستحضرات الطبية والتجميلية. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن إغفال الدور التقليدي لنبات الكبار في الحضارة و التقاليد المغربية التي تأتي من التعايش مع طبيعة البلاد واستغلال ثرواتها بطريقةفعالة و الحفاظ عليها وتنميتها. فهو يستخدم في الطهي، حيث يعطي المذاق الخاص والنكهة التي تميز المطبخ المغربي. وبالإضافة إلى كل ذلك، فالكبار يقدم دعماً اقتصادياً هاماً للعديد من الفلاحين والمنتجين في المغرب الذين يتمكنون من العيش بكرامة وتحسين مستواهم المعيشي. [3][4]
2. زراعة وإنتاج الكبّار:
المغرب أول مصدر لهذه للكبار بالعالم.
يحتل المغرب مكانة متميزة في إنتاج الكبّار، حيث يعتبر أول مصدر لهذه النبتة الشوكية في العالم، بمساهمة تبلغ حوالي ثلث إنتاج العالم. وتقدر صادرات المملكة المغربية من الكبّار بأكثر من 12 ألف طن سنويًا، ما يُعد مصدرًا قويًا للاقتصاد المحلي. أيضا، يعتبر الكبّار مادة خام لصناعة العديد من المستحضرات الدوائية، والمنتجات الكيماوية، والألياف، والأغذية التقليدية، والعطور والمنكهات. ويقع محصول الكبّار في المغرب في إقليم آسفي، ويتم زراعته على مساحة تتراوح بين 5 ألف و 7 ألف هكتار، ويتم حصاده في الفترة بين شهري يوليوز وغشت، تمهيدًا للتصدير. وفي هذا الصدد، يقول عبد اللطيف العيساوي، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي النباتات الصحراوية: “إن المغرب يمتلك أفضل بيئة طبيعية لزراعة الكبّار”، مُضيفًا بأن المملكة تولي الأهمية الكبرى لهذا المحصول الذي يشكل دورًا حيويًّا في دعم الاقتصاد المغربي وخلق فرص العمل لشباب البلاد. [5][6]
تفاصيل زراعة وإنتاج شجرة الكبار.
تنتشر زراعة شجرة الكبار بشكل رئيسي في إقليم آسفي بالمغرب ، ويمثل المغرب أول مصدر لشجرة الكبار بالعالم. حوالي ثلث الإنتاج العالمي لنبات الكبار يأتي من المغرب وتقدر صادراتها بين 12 ألفا و14 ألف طن بقيمة مالية تصل إلى 25 مليون دولار سنويًا. يتم جني نبات الكبار في فصل الصيف، وتقطف الحبات الخضراء الصغيرة ويتم توجيه معظم إنتاجها للتصدير.
يمتد موسم إنتاج الكبار في المغرب من شهر مايو إلى شهر أغسطس، وتتقلص كمية الأمطار بشكل كبير في هذه الفترة مما يؤدي إلى نمو النباتات. تحتاج شجرة الكبار إلى التربة الجيرية الصحراوية والدافئة والشمس المشرقة طوال العام. ومن الممكن زراعة شجرة الكبار بالبذور، ويمكن أيضًا زراعة نباتات الكبار باستخدام القصاصات.
وتعد شجرة الكبار مصدرًا هامًا للاقتصاد المغربي ، حيث يشغل خمسة آلاف عاملًا يعملون في الإنتاج والتحضير للتصدير. كما أن استخدامات الكبّار واسعة ، حيث يتم استخدامها في العلاج الطبيعي والغذائي ، فهي تحتوي على خصائص مضادة للالتهابات والجراثيم. وتعد الكبّار مادة طبيعية مفيدة للجلد ، وتستخدم في العديد من المستحضرات التجميلية .
يمثل نبات الكبار جزءًا كبيرًا من الحضارة المغربية والتقاليد المغربية والمغاربة. وتُستخدم الكبّار في الطهي بشكل شائع ، حيث تُضاف الحبات الخضراء الصغيرة إلى الأطباق والسلطات. يتميز نبات الكبار بطعمه الحاد والحامضي والمالح ، كما أنه يتميز برائحة عطرية قوية تضفي نكهة وجمالية على الأطباق.
كما يعد نبات الكبار جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد المغربي لأنه يشكل إحدى مصادر الدخل الرئيسية للبلاد ، ويساعد في توفير العمل والتنمية في المناطق الريفية. فهو يسمح لبعض المزارعين المغاربة بالحصول على دخل جيد ، ويمد الأسواق في جميع أنحاء العالم بنبا التابة التي يتم إنتاجها بأعلى جودة. [7][8]
معلومات عن المناطق المنتجة لشجرة الكبار.
يتواجد زراعة شجرة الكبار بشكل أساسي في إقليم آسفي، ويمثل أهم المناطق المنتجة في المغرب، حيث يبلغ عدد الأشجار المزروعة في هذه المنطقة ما يقرب من 7 آلاف هكتار، يليها إقليم تارودانت بنحو 4 آلاف هكتار. بشكل عام، تتميز المناطق المنتجة للكبار بطقسها المعتدل الذي يناسب نمو الشجرة ويحافظ على جودة المحصول. وتعد الأراضي التي يتم زراعة الكبار فيها في المغرب بأنها ملائمة لنمو الشجرة، كما أنها تتميز بوفرة المياه الجوفية والسطحية. بالإضافة إلى ذلك، تتميز المناطق المنتجة للكبار بالجهود التي يقوم بها المزارعون هناك في الحفاظ على جودة المحصول والإهتمام بعمليات الإزالة اليدوية للأغصان والأوراق الزائدة للشجرة. وقد يعزى النجاح في إنتاج الكبار في المغرب إلى “التقنيات المستدامة في الزراعة” والتي تستخدم في تحسين جودة المحصول والتخفيف من التأثير الضار للعوامل الجوية. يمكننا القول بأن المناطق المنتجة للكبار في المغرب تقدم أفضل المناخات والتقنيات للزراعة المستدامة ويساهمون بشكل كبير في تصدير نبات الكبار إلى شتى أنحاء العالم. [9][10]
3. فوائد واستخدامات الكبّار:
الفوائد الطبية للكبار في علاج الإلتهابات وكذا في فتح الشهية وتحسين عملية الهضم.
نبتة الكبار تعتبر من النباتات الطبية الفعّالة في علاج العديد من الأمراض. فهي تحتوي على مركبات تساعد على تخفيف الإلتهابات وتعزيز جهاز المناعة. وبالإضافة إلى ذلك، تساعد الكبار في فتح الشهية وتحسين عملية الهضم، حيث تحتوي على مركبات مفيدة للجهاز الهضمي.
تؤكد الأبحاث الطبية أن الكبار تستخدم في علاج التهابات الجهاز الهضمي، وعلاج الإمساك وآلام البطن. كما أنها مفيدة في علاج الصداع والنزلات البرد والأنفلونزا. وتحتوي أيضاً على مركبات تستخدم في علاج الكزيما والأكزيما.
وفي النهاية، يجدر بنا أن نذكر أن الكبار تعتبر مادة طبيعية مفيدة للجلد، حيث تساعد في ترطيب البشرة وعلاج الإحمرار. ولا يجب نسيان دورها الهام في فتح الشهية وتحسين عملية الهضم، كما أنها فعالة في علاج الإلتهابات وتعزيز جهاز المناعة.
وقال الدكتور عبد الحميد الكبيري، أخصائي الأعشاب الطبيعية: “الكبار نبتة فعّالة في علاج العديد من الأمراض، وهي متوفرة في الكثير من المناطق المغربية. يجب على الناس الاهتمام بهذه النبتة وتعزيز زراعتها وتصنيعها في المملكة، حيث نحن نعتمد بشكل كبير على بيعها للخارج.” [11][12]
كونها مادة طبيعية مفيدة للجلد.
يحتوي نبات الكبار على مواد طبيعية تعد مفيدة لصحة الجلد، ولذلك يتم استخدامها في صناعة المستحضرات التجميلية والعناية بالبشرة. وتعتبر هذه المواد مفيدة في علاج بعض الأمراض الجلدية وعناية البشرة، ومن أهم الفوائد الجلدية لنبات الكبار:
– “الكبار” يحتوي على مركبات البوليفينول التي تحمي البشرة من التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية.
– يحتوي على مركبات تسمى الكابيروكتون، التي تتمتع بخصائص مضادة للأكسدة والمساعدة في تحسين مرونة الجلد.
– يشتهر “الكبار” بخصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات، مما يجعلها مادة قيمة في علاج بعض الأمراض الجلدية.
– كما أنه يحتوي على مركبات فعالة في تهدئة تهيج الجلد، مما يجعله مرطبًا طبيعيًا ممتازًا يلائم جميع أنواع البشرة.
وبالتالي، فإن استخدام الكبار في منتجات العناية بالبشرة يعتبر طريقة طبيعية وفعالة للحفاظ على صحة الجلد والبشرة. [13][14]
استخدامات الكبار في الطهي.
يندرج نبات الكبّار ضمن قائمة النباتات المعمرة الغنية بالخصائص الصحية والفوائد الطبية والغذائية. فهو يستخدم في حرف الطهي لإضافة طعم مميز ونكهة مختلفة على الأطعمة. ويمكن استخدامه بعدة طرق، من بينها استخدامه :
مع السلطات: حيث يضيف نكهة حامضية مميزة على الخضروات والفواكه.
كعنصر في الأطباق الجانبية: مثل البطاطس المشوية أو الأرز المحضر بالكبار، ومن الممكن أيضًا استخدام الأوراق المجففة لتحضير الشاي.
في تحضير الصلصات: الكبار يعد مكونًا أساسيًا في عدة صلصات مثل صلصة الكباب وصلصة السلطة وصلصة الشطائر.
في تحضير بعض الأطباق: الكبار يضفي على الطاجين الخزفي للسمك أو البيض مذاقا مختلفا، فهو يكثر استهلاكه مع المأكولات الحارة والساخنة خصوصا في فصل الشتاء، إذ يزود الجسم بالحرارة التي يحتاجها.
كما تمتد استخدامات الكبّار في الطهي إلى المطابخ المغربية والتونسية والإيطالية والفرنسية والإسبانية. فهو يضفي على الأطعمة نكهة خاصة تميزها عن باقي الأكلات، إضافةً إلى تلوينه الدائم المميز الذي يزيد في جمالية الطبق. و من ناحية أخرى فإن استخدام الكبّار في الطهي لا يقتصر على النكهة والطعم ولكنه يساعد في الهضم بشكل طبيعي وفعّال لأنه يعمل على تحسين عملية الهضم وفتح الشهية. و بالتالي فالكبّار هو علاجٌ طبيعيٌ لعدة اضطراباتٍ هضميةٍ كالانتفاخ والغثيان وغيرها من الأمراض المرتبطة بالهضم، ما يجعله نباتًا مهمًا في التشجيع على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن. [15][16]
4. الخلاصة: فوائد زهرات الكبار وجدواه الاقتصادية
تلخيص فوائد الكبار كنبتة طبيعية مفيدة.
وهكذا فالكبار يعد مهما في المطبخ الآسفي، وهو ما يضفي على المطبخ هالة صحية وطبية لا تخفى على أحد، فالكبار يحتوي على نسبة 3% من المواد المعدنية، و88% من الماء و3% من البروتينات و5% من السكريات، وهو ما يجعله مفيدا جدا للصحة. فهو منشط جنسي ومضاد لكثير من الأمراض، إذ يخفض السكر في الدم ويقضي على الكوليسترول الضار ويذيب الشحوم الثلاثية، ويخفف الوزن. بالإضافة إلى ذلك فهو يقوي المناعة العامة ويقي من حساسية الجلد ومن سرطان الجلد. كما أنه يقوي الجهازين الهضمي والتنفسي ويقي من فقر الدم، هذا بالإضافة إلى تقوية العظام والأسنان خاصة، ويقوي النظر ويساهم في تقوية الشعر، كما يؤخر الشيخوخة.
كما أن هناك دراسات حالية بهدف استخراج زيت الكبار، وصابون الكبار المضاد للإيكزيما.
بالتالي ، فهو صيدلية متنقلة وعامة، وذات نفع عام لكامل الجسم ومكافح للكثر من علاته.
الدور الاقتصادي الكبير لشجرة الكبار في المغرب.
إن الكبّار نبتة ذات طابع اقتصادي وثقافي كبير في المغرب، فهي تُعتبر إحدى مصادر الدخل الهامة للفلاحة المغربية إذ أن المغرب هو المُصدر الأول للنبات حول العالم. وتزدهر زراعة هذه النبتة في مناطق عدة بالمغرب، ليُحدث ذلك الكثير من الأثر الاجتماعي والاقتصادي، ويفتح بابًا واسعًا للفلاحين المحليين لتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلالية المادية. ونظرًا لارتفاع الطلب على هذه النبتة في الأسواق العالمية، والإيجابيات التي يتمتع بها الفلاحون في المغرب في إنتاج الكبّار، فقد أضحت هذه النبتة مصدرًا أساسيًا للتصدير، حيث يشكل إجمالي قيمة صادرات المملكة المغربية من الكبّار حوالي 25 مليون دولار سنويا.
ويتوقع أن تظل زراعة الكبّار وتصديرها مُحركًا للاقتصاد المغربي في المستقبل. إذ تشتهر مُنتجات المملكة من النبتة بجودتها واستخداماتها المتعددة، حيث صُنعت منها العديد من المُشتقات المستخدمة في صناعة الأدوية والعطور. إضافة إلى استخدامها على نطاق واسع في صناعة الأغذية والمستحضرات الغذائية.
كما يُمكن للفلاحين في المناطق المُنتجة للكبّار في المغرب، أن يعتمدوا على تصدير هذه النبتة في إحداث تحسّن ملموس في دخلهم المادي ورفع مستواهم المعيشي، كما يمكن أن يلعب هذا المورد دورًا مُهمًا في تشجيع النمو الاقتصادي للمملكة المغربية ككل. فالكبّار نبتة قيمة لاستخداماتها الجمة وفوائدِها الواسعة، لذا فإنّه يجب على كل فرد أن يبدي الاهتمام اللازم للحفاظ عليها وتعزيز زراعتها وتطويرها في المستقبل. [19][20]